مدونة صيام 6 من شوال

الجمعة، 3 أكتوبر 2008

فتح ذا الجلال بجمع شروح حديث من صام رمضان و أتبعه ستا من شوال منقول من شبكة سحاب

فتح ذا الجلال بجمع شروح حديث من صام رمضان و أتبعه ستا من شوال ( جمع عزيز )

فتح ذا الجلال بجمع شروح

حديث من صام رمضانو أتبعه ستا من شوال

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي

حدثنا ‏ ‏أحمد بن منيع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعد بن سعيد ‏ ‏عن ‏‏عمر بن ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أيوب ‏ ‏قال ‏‏قال النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فذلك صيام الدهر‏‏وفي ‏ ‏الباب ‏ ‏عن ‏ ‏جابر ‏ ‏وأبي هريرة ‏ ‏وثوبان ‏ ‏قال ‏ ‏أبوعيسى ‏ ‏حديث ‏ ‏أبي أيوب ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏ ‏وقد استحب قوم صيام ستة أيام من شوال بهذا الحديث ‏ ‏قال ‏ ‏ابن المبارك ‏ ‏هو حسن هو مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر ‏‏قال ‏ ‏ابن المبارك ‏ ‏ويروى في بعض الحديث ويلحق هذا الصيام برمضان واختار ‏ ‏ابن المبارك ‏ ‏أن تكون ستة أيام في أول الشهر ‏ ‏وقد ‏ ‏روي عن ‏ ‏ابن المبارك ‏ ‏أنه قال إن ‏ ‏صام ستة أيام من شوال متفرقا فهو جائز ‏ ‏قال ‏ ‏وقد روى ‏ ‏عبد العزيزبن محمد ‏ ‏عن ‏ ‏صفوان بن سليم ‏ ‏وسعد بن سعيد ‏ ‏هذا الحديث ‏ ‏عن ‏ ‏عمر بن ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أيوب ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏هذا ‏ ‏وروى ‏ ‏شعبة‏ ‏عن ‏ ‏ورقاء بن عمر ‏ ‏عن ‏ ‏سعد بن سعيد ‏ ‏هذا الحديث ‏ ‏وسعد بن سعيد ‏ ‏هوأخو ‏ ‏يحيى بن سعيد الأنصاري ‏ ‏وقد تكلم بعض أهل الحديث في ‏ ‏سعد بن سعيد ‏ ‏من قبل حفظه ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هناد ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏الحسين بن علي الجعفي ‏ ‏عن ‏ ‏إسرائيل أبي موسى ‏ ‏عن ‏ ‏الحسن البصري ‏ ‏قال ‏ ‏كان إذا ذكر عنده صيام ستة أيام من شوال فيقول والله لقد رضي الله بصيام هذا الشهر عن السنة كلها ‏
قوله : ( من صام رمضان ثم أتبعه) ‏بهمزة قطع أي جعل عقبه في الصيام‏( بست من شوال) ‏وفي رواية مسلم : ستا من شوال. قال النووي : هذا صحيح : ولو كان ستة بالهاء جاز أيضا , قال أهل اللغة : يقال صمنا خمساوستاوخمسة وستة, وإنما يلتزمون إثبات الهاء في المذكر إذا ذكروه بلفظه صريحا فيقولون : صمنا ستة أيام ولا يجوزست أيام , فإذاحذفوا الأيام جاز الوجهان . ومما جاء حذف الهاء فيه من المذكر إذا لم يذكر بلفظه قوله تعالى { يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا } أي عشرة أيام انتهى ‏( فذلك صيام الدهر ) ‏لأن الحسنة بعشر أمثالها , فرمضان بعشرة أشهروالستة بشهرين . قال النووي . وقد جاء هذا في حديث مرفوع في كتاب النسائي . ‏
قوله : ( وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وثوبان ) ‏وفي الباب أيضا عن البراء بن عازب وابن عباس وعائشة . قال ميرك في تخريج أحاديث هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم أما حديث جابر فرواه الطبراني وأحمد والبزار والبيهقي , وأما حديث أبي هريرة فرواه البزاروالطبراني وإسنادهما حسن . وقال المنذري أحد طرقه عند البزار صحيح , وأما حديث ثوبان فرواه ابن ماجه والنسائي وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان ولفظه عند ابن ماجه : من صام ستة أيام بعد الفطر كان كصيام السنة { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } وأما لفظ البقية فقريب منه , وأماحديث ابن عباس فرواه الطبراني وأحمد والبزار والبيهقي , وأما حديث عائشة فرواه الطبراني أيضا , كذا في المرقاة . قلت : وأما حديث البراء بن عازب فرواه الدارقطني . ‏
قوله : ( حديث أبي أيوب حديث حسن صحيح ) ‏وأخرجه مسلم وأبوداود وابن ماجه . ‏
قوله . ( وقد استحب قوم صيام ستة من شوال لهذا الحديث ) ‏وهذا هو الحق قال النووي : فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الستة. وقال مالك وأبو حنيفة : يكره ذلك قال مالك في الموطأ : ما رأيت أحدا من أهل العلم يصومها, قالوا فيكره لئلا يظن وجوبه , ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح وإذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها , وقولهم : قد يظن وجوبها ينتقض بصوم يوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب انتهى كلام النووي . قلت : قول من قال بكراهةصوم هذه الستة باطل مخالف لأحاديث الباب , ولذلك قال عامة المشايخ الحنفية : بأنه لا بأس به . قال ابن الهمام : صوم ست من شوال عن أبي حنيفة وأبي يوسف كراهته , وعامة المشايخ لم يروا به بأسا انتهى . ‏
قوله : ( ويروى ) ‏بصيغة المجهول ونائب فاعله هو قوله : ويلحق هذاالصيام برمضان, كذا في بعض الحواشي . قلت : لم أقف أنا على الحديث الذي روي فيه هذا اللفظ , نعم قد وقع في حديث ثوبان : من صام ستة أيام بعد الفطر كان كصيام السنة , والظاهر المتبادر من البعدية هي البعدية القريبة ‏( واختار ابن المبارك أن تكون ستة أيام من أول الشهر ) ‏أي من أول شهر شوال متوالية ‏( وروي عن ابن المبارك أنه قال : إن صام ستة أيام متفرقا فهو جائز ) ‏قال النووي : قال أصحابنا : والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر فإن فرقها أو أخرها عن أوائل الشهر إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة لأنه يصدق أنه أتبعه ستا من شوالا نتهى . ‏قلت : الظاهر هو ما نقل النووي عن أصحابه , فإن الظاهر المتبادر من لفظ بعد الفطر المذكور في حديث ثوبان المذكور هي البعدية القريبة والله تعالى أعلم . ‏
قوله : ( وقد تكلم بعض أهل الحديث في سعد بن سعيد من قبل حفظه ) ‏قال الحافظ في التقريب : سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري أخو يحيى صدوق سيئ الحفظ من الرابعة انتهى . فإن قلت : كيف صحح الترمذي حديث سعد بن سعيد المذكور مع تصريحه فإنه قد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه . قلت : الظاهر أن تصحيحه لتعدد الطرق , وقد تقدم في المقدمة أنه قد يصحح الحديث لتعدد طرقه على أنه لم يتفرد به سعد بن سعيد بل تابعه صفوان بن سليم كما تقدم .
شرح سنن النسائي للسندي
أخبرنا ‏ ‏علي بن الحسن اللاني ‏ ‏بالكوفة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحيم وهو ابن سليمان ‏‏عن ‏ ‏عاصم الأحول ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عثمان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي ذر ‏ ‏قال ‏‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من صام ثلاثة أيام من الشهرفقد صام الدهر كله ثم قال صدق الله في كتابه ‏
‏من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ‏
فقد صام الدهر ثم قال صدق إلخ ) ‏هذا مبني على أن رمضان لا يحسب صومه بعشرة وإنمايحسب غيره وما جاء من أتبع رمضان ستا من شوال فقد صام الدهر أو نحو ذلك مبني على أن صوم رمضان أيضا يحسب بعشرة والله تعالى أعلم .
صحيح مسلم بشرح النووي
حدثنا ‏ ‏يحيى بن أيوب ‏ ‏وقتيبة بن سعيد ‏ ‏وعلي بن حجر ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏إسمعيل‏ ‏قال ‏ ‏ابن أيوب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسمعيل بن جعفر ‏ ‏أخبرني ‏ ‏سعد بن سعيد بن قيس ‏‏عن ‏ ‏عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أيوب الأنصاري ‏ ‏رضي الله عنه‏ ‏أنه حدثه ‏‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال‏ ‏من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ‏‏و حدثنا ‏ ‏ابن نمير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعد بن سعيد ‏ ‏أخو ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏أخبرنا ‏‏عمر بن ثابت ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏أبو أيوب الأنصاري ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏بمثله ‏ ‏و حدثناه ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن المبارك ‏ ‏عن ‏ ‏سعد بن سعيد ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏عمر بن ثابت ‏‏قال سمعت ‏ ‏أبا أيوب ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏يقولا ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بمثله
قوله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ) ‏فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الستة, وقال مالك وأبو حنيفة : يكره ذلك , قال مالك في الموطإ : ما رأيت أحدا من أهل العلم يصومها , قالوا : فيكره ; لئلا يظن وجوبه . ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح , وإذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها , وقولهم : قد يظن وجوبها , ينتقض بصوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب . قال أصحابنا : والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر , فإن فرقها أو أخرها عن أوائل شوال إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة ; لأنه يصدق أنه أتبعه ستا من شوال, قال العلماء : وإنما كان ذلك كصيام الدهر ; لأن الحسنة بعشر أمثالها , فرمضان بعشرة أشهر , والستة بشهرين , وقد جاء هذا في حديث مرفوع في كتاب النسائي . ‏وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ستا من شوال) صحيح , ولو قال : ( ستة) بالهاء جاز أيضا , قال أهل اللغة : يقال : صمناخمسا وستا وخمسة وستة, وإنما يلتزمون الهاء في المذكر إذا ذكروه بلفظه صريحا , فيقولون : صمنا ستة أيام , ولا يجوز : ست أيام , فإذا حذفوا الأيام جاز الوجهان , ومما جاء حذف الهاء فيه من المذكر إذا لم يذكر بلفظه قوله تعالى : { يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا } أي : عشرة أيام , وقد بسطت إيضاح هذه المسألة في تهذيب الأسماء واللغات , وفي شرح المهذب . والله أعلم .
عون المعبود شرح سنن أبي داود
حدثنا ‏ ‏النفيلي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز بن محمد ‏ ‏عن ‏ ‏صفوان بن سليم ‏ ‏وسعد بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏عمر بن ثابت الأنصاري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أيوب ‏ ‏صاحب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر ‏
‏( قال من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال ) ‏‏: وقد استدل به وغيره من الأحاديث المذكورة في هذا الباب على استحباب صوم ستة أيام من شوال , وإليه ذهب الشافعي وأحمد وداود وغيرهم . وقال أبو حنيفة ومالك : يكره صومها , واستدل لهما على ذلك بأنه ربما ظن وجوبها وهو باطل في مقابلة السنة الصحيحة الصريحة . وأيضا يلزم مثل ذلك في سائر أنواع الصوم المرغب فيها ولا قائل به . واستدل مالك على الكراهة بما قال في الموطأ من أنه ما رأى أحدا من أهل العلم يصومها , ولا يخفى أن الناس إذا تركوا العمل بسنة لم يكن تركهم دليلا ترد به السنة . قال النووي في شرح مسلم : قال أصحابنا : والأفضل أن تصام الست متوالية عقب يوم الفطر , قال فإن فرقها أو أخرها عن أوائل شوال إلى آخره حصلت فضيلة المتابعة لأنه يصدق أنه أتبعه ستا من شوال . قال : قال العلماء : وإنما كان ذلك كصيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشرة أشهر والستة بشهرين , وقد جاء هذا الحديث مرفوعا في كتاب النسائي . ‏‏قال المنذري : وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه . ‏
شرح سنن ابن ماجه للسندي
حدثنا ‏ ‏علي بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏‏عبد الله بن نمير ‏ ‏عن ‏ ‏سعد بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏عمر بن ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أيوب ‏‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصوم الدهر
قوله ( بست من شوال ) ‏‏أي بعد يوم العيد وقد اختار بعضهم المتوالية وجوز بعضهم التفريق وهذا الحديث صريح في ندب صيام ست من شوال وعامة المتأخرين من أصحابنا الحنفية أخذوا به ولعل القائل بالكراهة يؤول هذا الحديث بأن المراد هو كصوم الدهر في الكراهة فقد جاء لا صيام لمن صام الأبد ونحوه مما يفيد كراهة صوم الدهر لكن هذا التأويل مردود بما ورد في صوم ثلاث من كل شهر أنه صوم الدهر فهو والظاهر أن صوم الدهر تحقيقا مكروه وما ليس بصوم الدهر إذا ورد فيه أنه صوم الدهر فهو محبوب وجاء في الباب أحاديث كثيرة وقد جوز ابن عبد البر أن قول مالك بالكراهة لعدم بلوغ الحديث والله أعلم .

فضائل صوم ست من شوال ::: إصدار دار ابن خزيمة

فضائل صوم ست من شوال

الحمد لله المتفضِّل بالنِّعم، وكاشف الضرَّاء والنِّقم، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وآله وأصحابه أنصار الدين. وبعد: أخي المسلم: لا شك أن المسلم مطالب بالمداومة على الطاعات، والاستمرار في الحرص على تزكية النفس. ومن أجل هذه التزكية شُرعت العبادات والطاعات، وبقدر نصيب العبد من الطاعات تكون تزكيته لنفسه، وبقدر تفريطه يكون بُعده عن التزكية. لذا كان أهل الطاعات أرق قلوباً، وأكثر صلاحاً، وأهل المعاصي أغلظ قلوباً، وأشد فساداً. والصوم من تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها.. لذلك فإن شهر رمضان موسماً للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب. وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى. وصيام الستة من شوال بعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان. وقد أرشد أمته إلى فضل الست من شوال، وحثهم بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام.. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: {من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} [رواه مسلم وغيره]. قال الإمام النووي - رحمه الله -: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..). ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: (قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً). أخي المسلم: صيام هذه الست بعض رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات، ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات. قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: (فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً). أخي المسلم: ليس للطاعات موسماً معيناً، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي! بل إن موسم الطاعات يستمر مع العبد في حياته كلها، ولا ينقضي حتى يدخل العبد قبره.. قيل لبشر الحافي - رحمه الله -: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال: (بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها). أخي المسلم: في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة، يجد بركتها أولئك الصائمين لهذه الست من شوال. وإليك هذه الفوائد أسوقها إليك من كلام الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله. إن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة.. وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال. إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها. إن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، كما سبق ذكره، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، كان النبي يقوم حتى تتورّم قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فبقول: {أفلا أكون عبداً شكورا}. وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكراً عقيب ذلك. كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً للتوفيق للقيام. وكان وهيب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه، فيقول: لا تسألوا عن ثوابه، ولكن سلوا ما الذي على من وفق لهذا العمل من الشكر، للتوفيق والإعانة عليه. كل نعمة على العبد من الله في دين أو دنيا يحتاج إلى شكر عليها، ثم التوفيق للشكر عليها نعمة أخرى تحتاج إلى شكر ثان، ثم التوفيق للشكر الثاني نعمة أخرى يحتاج إلى شكر آخر، وهكذا أبداً فلا يقدر العباد على القيام بشكر النعم. وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر. إن الأعمال التي كان العبد يتقرب يها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بإنقضاء رمضان بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً.. كان النبي عمله ديمة.. وسئلت عائشة - رضي الله عنها -: هل كان النبي يخص يوماً من الأيام؟ فقالت: لا كان عمله ديمة. وقالت: كان النبي لا يزيد في رمضان و لا غيره على إحدى عشرة ركعة، وقد كان النبي} يقضي ما فاته من أوراده في رمضان في شوال، فترك في عام اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ثم قضاه في شوال، فاعتكف العشر الأول منه. فتاوى تتعلق بالست من شوالسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيام ما علينا من قضاء رمضان؟ الجواب: (قد اختلف العلماء في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست، وغيرها من صيام النفل، لقول النبي : {من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر}. [خرجه مسلم في صحيحه]. ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان، ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام). [مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز:5/273]. وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة، أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا؟ الجواب: (لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما تيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة). [فتاوى اللجنة الدائمة: 10/391 فتوى رقم: 3475]. وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: بدأت في صيام الست من شوال، ولكنني لم أستطع إكمالها بسبب بعض الظروف والأعمال، حيث بقي عليّ منها يومان، فماذا أعمل يا سماحة الشيخ، هل أقضيها وهل عليّ إثم في ذلك؟ الجواب: (صيام الأيام الستة من شوال عبادة مستحبة غير واجبة، فلك أجر ما صمت منها، ويرجى لك أجرها كاملة إذا كان المانع لك من إكمالها عذراً شرعياً، لقول النبي : {إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً}. [رواه البخاري في صحيحه]، وليس عليك قضاء لما تركت منها. والله الموفق) [مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: 5/270]. أخي المسلم: تلك بعض الفتاوى التي تتعلق بصيام الست من شوال، فعلى المسلم أن يستزيد من الأعمال الصالحة، التي تقربه من الله تعالى، والتي ينال بها العبد رضا الله تعالى.. وكما مرّ معك من كلام الحافظ ابن رجب بعض الفوائد التي يجنيها المسلم من صيام الست من شوال، والمسلم حريص على ما ينفعه في أمر دينه ودنياه.. وهذه المواسم تمرّ سريعاً، فعلى المسلم أن يغتنمها فيما يعود عليه بالثواب الجزيل، وليسأل الله تعالى أن يوفقه لطاعته.. والله ولي من استعان به، واعتصم بدينه.. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلِّم..
دار ابن خزيمة

الخميس، 18 أكتوبر 2007

لقراءة البحوث الأخيرة في هذه المدونة
انقر بالمنقرة على كلمة
آخر الصفحة

اللجنة الدائمة تؤكد مشروعية صيام ست من شوال لحديث أبي أيوب

اللجنة الدائمة تؤكد مشروعية صيام ست من شوال لحديث أبي أيوب
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء :
ماذا ترى في صيام ستة أيام بعد رمضان من شهر شوال ،
فقد ظهر في موطأ مالك : أن الإمام مالك بن أنس قال في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان : أنه لم ير أحداً من أهل العلم والفقه يصومها ،

ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف ، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ، ويخافون بدعته ، وأن يلحق برمضان ما ليس منه ، هذا الكلام في الموطأ الرقم 228 الجزء الأول .

فأجابت اللجنة الدائمة للإفتاء

:


الحمد لله
ثبت عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فذاك صيام الدهر ) رواه أحمد(5/417) ومسلم (2/822) وأبو داود (2433) والترمذي (1164) . فهذا حديث صحيح يدل على أن صيام ستة أيام من شوال سنة ،

وقد عمل به الشافعي وأحمد وجماعة من أئمة من العلماء ،

ولا يصح أن يقابل هذا الحديث بما يعلل به بعض العلماء لكراهة صومها من خشية أن يعتقد الجاهل أنها من رمضان ،
أو خوف أن يظن وجوبها ،

أو بأنه لم يبلغه عن أحد ممن سبقه من أهل العلم أنه كان يصومها ،

فإنه من الظنون ، وهي لا تقاوم السنة الصحيحة ، ومن علم حجة على من لم يعلم . وبالله التوفيق .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/389

تعليق الإمام ابن باز رحمه الله على من زعم أن صوم الست من شوال بدعة

تعليق الإمام ابن باز رحمه الله على من زعم أن

صوم الست من شوال بدعة وأن هذا رأي الإمام مالك ،

وأن حديث أبي أيوب : (( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ))
في إسناده رجل متكلم فيه ؟

قال الإمام ابن باز رحمه الله

: هذا القول باطل ، وحديث أبي أيوب صحيح ،

وله شواهد تقويه وتدل على معناه .

والله ولي التوفيق ،

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

انتهى

استفتاء شخصي مقدم لسماحته من م . س . ك ،

وقد صدرت الإجابة عنه بتاريخ 9 - 11 - 1419 هـ .

المصدر

:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ الإمام ابن باز ج15/ ص 390

الشيخ سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري يؤكد أن استحباب صيام ستة أيام من شوال ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم

استحباب صيام ستة أيام من شوال
ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم
بقلم الشيخ
سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري

قال الشيخ سعد الشثري
:


ما إن انتهى موسم رمضان إلا وابتدأ موسم أشهر الحج وموطن صيام ستة أيام من شوال
،

واستحباب صيام ستة أيام من شوال ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم

،

فقد روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (1164)

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر"

وأخرجه أبو داود (2425) والترمذي (759) وحسنه، وصححه ابن حبان (3634) وابن خزيمة (2114).
## قال ابن الملقن في البدر المنير 5/752:

"هذا الحديث صحيح حفيل جليل.. وقد روى هذا الحديث عن سعد بن سعيد تسعة وعشرون رجلا أكثرهم ثقات حفاظ أثبات،

وقد ذكرت كل ذلك عنهم موضحا في تخريجي لأحاديث المهذب

مع الجواب عمن طعن في سعد بن سعيد

وأنه لم ينفرد به

وتوبع عليه وذكرت له ثمانية شواهد".
## ومشروعية صيام ستة أيام من شوال ورد فيها أحاديث أخرى

غير حديث أبي أيوب،

منها حديث جابر أخرجه أحمد 3/308 والبيهقي 4/292 وحديث ثوبان أخرجه ابن ماجة (1715) وابن حبان (3635) وابن خزيمة (2115) والنسائي في الكبرى (2860) والطبراني (1451). وحديث ابن عمر أخرجه الطبراني في الأوسط (8622).
وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 3/183 حديث أبي هريرة أخرجه البزار والطبراني وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في الأوسط وحديث غنام أخرجه الطبراني.
## وادعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصمها ادعاء يحتاج إلى دليل

لكثرة صيامه النفل

@@ فقد كان يواصل الصوم حتى يقال لا يفطر

أخرجه البخاري (1868) ومسلم (1156)

وعلى فرض عدم صوم النبي صلى الله عليه وسلم لها لا يدل ذلك على عدم مشروعيتها

لأن السنة القولية حجة شرعية،

ولذلك يشرع صوم يوم وإفطار يوم مع عدم ثبوت فعل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم،

بل ذلك أفضل الصيام

كما أخرجه البخاري (1079) ومسلم (1159)

## ومخالفة بعض الأئمة الحديث لعذر كعدم بلوغ الحديث لهم

لا يسوغ لنا ترك الحديث،

فإن العبرة بالأدلة الشرعية لا بالأقوال المجردة للأئمة،

ولذلك وجدنا من أتباع الإمام مالك من لا يوافقه في هذه المسألة،

ويعتذر عن الإمام بعدم بلوغ النص له.
## قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان 7/361:

"ولا شك أن مذهب مالك المدون فيه فروع تخالف بعض نصوص الوحي،

والظاهر أن بعضها لم يبلغه رحمه الله ولو بلغه لعمل به، وأن بعضها بلغه وترك العمل به لشيء آخر يعتقده دليلا أقوى منه،

ومن أمثلة ما لم يبلغه النص فيه: صيام ست من شوال بعد صوم رمضان،

## قال رحمه الله في الموطأ ما نصه:

"إني لم أر أحدا من أهل العلم والفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف"،

وفيه تصريح مالك بأنه لم يبلغه صيام ستة من شوال عن أحد من السلف، وهو صريح في أنه لم يبلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أنه لو بلغه الترغيب عن النبي صلى الله عليه وسلم لكان يصومها ويأمر بصومها فضلا عن أن يقول بكراهتها".
## وقال ابن عبد البر في الاستذكار 3/380:

"لم يبلغ مالكا حديث أبي أيوب.. ولو علمه لقال به"،

## وقال: "وأما صيام الستة الأيام من شوال على طلب الفضل وعلى التأويل الذي جاء به ثوبان رضي الله عنه

فإن مالكا لا يكره ذلك إن شاء الله،

لأن الصوم جنة وفضله معلوم لمن رد طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى، وهو عمل بر وخير، وقد قال الله عز وجل "وافعلوا الخير"

و

مالك لا يجهل شيئا من هذا

ولم يكره من ذلك

إلا

ما خافه على أهل الجهالة والجفاء

إذا استمر ذلك وخشي أن يعدوه من فرائض الصيام مضافا إلى رمضان".
## وقال القرطبي المالكي في التفسير 2/331:

"يستحب له أن يصوم من شوال ستة أيام".
## وأما النهي عن صوم ست شوال خشية اختلاطها برمضان،

فهذا تعليل فاسد الاعتبار لمخالفته الخبر،

والرسول صلى الله عليه وسلم أعلم منا بالشرع،

فلا نترك قوله لمثل هذه التوهمات.

## قال الشنقيطي 7/362: "لكنه صلى الله عليه وسلم ألغى المحذور المذكور وأهدره لعلمه بأن شهر رمضان أشهر من أن يلتبس بشيء من شوال

كما أن النوافل المرغب فيها قبل الصلوات المكتوبة وبعدها لم يكرهها أحد من أهل العلم خشية أن يلحقها الجهلة بالمكتوبات

لشهرة المكتوبات الخمس وعدم التباسها بغيرها، وعلى كل حال فإنه ليس لإمام من الأئمة أن يقول هذا الأمر الذي شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكروهاً لخشية أن يظنه الجهال من جنس الواجب، وصيام الستة المذكورة وترغيب النبي صلى الله عليه وسلم ثابت عنه،

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه (1164) عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر"

والطعن في هذا الحديث بأنه من رواية سعد بن سعيد لا يصح، لأن جماعة من أهل العلم وثقوه ثم قد وافقه جماعة من الرواة كصفوان بن سليم كما عند النسائي في الكبرى (2863) وكشعبة كما أشار إليه الترمذي (759) وكزيد بن أسلم عند الطحاوي في شرح المشكل 6/122 وكيحيى بن سعيد عنده أيضاً وعند أبي عوانة (2701) والطبراني (3914)، قال النووي في شرح مسلم 8/56: "إذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها وقولهم قد يظن وجوبها ينتقض بصوم يوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب".

## وجاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء ذات الرقم (4763)،

"ثبت عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فذاك صيام الدهر"

رواه أحمد ومسلم وأبوداود والترمذي، فهذا حديث صحيح يدل على أن صيام ستة أيام من شوال سنة،

وقد عمل به الشافعي وأحمد وجماعة من أئمة العلم، ولا يصح أن يقابل هذا الحديث بما يعلل به بعض العلماء لكراهة صومها من خشية أن يعتقد الجاهل أنها من رمضان أو خوف أن يظن وجوبها أو بأنه لم يبلغه عن أحد ممن سبقه من أهل العلم أنه كان يصومها، فإنه من الظنون وهي لا تقاوم السنة الصحيحة ومن علم حجة على من لم يعلم".

## وسبب إطالتي في الحديث عن هذا الموضوع

هو مقال صحفي نشر يوم الأربعاء 28 رمضان في "الوطن" في صفحة نقاشات،

ادعى فيه الكاتب أن "صيام الستة أيام من شوال أقرب إلى البدعة منه إلى السنة"

بل وتجاوز ذلك إلى القول ببدعة صلاة التهجد جماعة في المسجد

وهذه طامة أكبر من الأولى

وذلك أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في رمضان بآخر الليل

وصلى معه رجال،

ثم ترك هذه الصلاة خشية أن تفرض على أمته،

فلما زال هذا المعنى رجعت مشروعية أداء صلاة التهجد في رمضان إلى مشروعيتها،

فقد روى البخاري (5762) ومسلم (781) عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة مخصفة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها فتتبع إليه رجال وجاؤوا يصلون بصلاة ثم جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم

فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم فخرج إليهم، وقال: مازال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم.وأخرج أبوداود (1375) وابن خزيمة (2206) وابن حبان (2547) وابن ماجة (1327) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم ليالي من الشهر قال ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاثة من الشهر فقام بنا في الثالثة وجمع أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح، قلت وما الفلاح؟ قال السحور،

ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم".
## ومن العجب أن يدعي الكاتب أن أول من فعل ذلك هو الشيخ عبدالله الخليفي

مع ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم واستمر العمل عليه منذ الزمان الأول.
ففي مصنف عبدالرزاق (7730) أن عمر جمع الناس على الصلاة

فكانوا ينصرفون عند فروع الفجر وفيه (7733) قال السائب بن يزيد:

كنا ننصرف من القيام على عهد عمر وقد دنا فروع الفجر. وأخرج مالك في الموطأ (251) عن السائب بن يزيد أنه قال: أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، قال: وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر.
## وأخرج مالك عن عبدالله بن أبي بكر

قال سمعت أبي يقول كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالطعام مخافة فوت السحور.

وأخرج ابن أبي شيبة (7711) عن الحكم

قال: كانوا ينامون نومة قبل القيام في شهر رمضان.
واسأل الله أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام

وأن يعيننا على الاستمرار بالعمل الصالح بعد رمضان

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الشيخ سعد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري

- عضو هيئة كبار العلماء وعضو لجنة الإفتاء





صحيفة الوطن

الأربعاء 6 شوال 1428هـ الموافق 17 أكتوبر 2007م العدد (2574) السنة الثامنة

رد الشيخ محمد الحمود النجدي على مقال عدنان عبد القادر

تعقيباً على مقال عدنان عبد القادر بقلم الشيخ محمد الحمود النجدي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه، ومن اهتدى بهداه، وبعد:


فقد كتب الأخ الشيخ/ عدنان عبد القادر مقالاً بتاريخ 29/ 10/ 2006 بجريدة الوطن الغراء يضعف فيه حديثاً صحيحاً ثابتاً في أصح دواوين السنة،

## وهو صحيح الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري،
وهو حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر».
وقد رواه مسلم في كتاب الصيام من صحيحه (2/ 822)

وكذا أبو داود (2433) والترمذي (759) وابن ماجة (1716) وابن أبي شيبة (3/ 97) وأحمد (5/ 417، 419) والطيالسي (594) والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 117- 119) والبيهقي (4/ 292) وغيرهم من طرق كثيرة عن سعد بن سعيد الأنصاري عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب به مرفوعاً.

## قال الترمذي: حديث أبي أيوب حديث حسن صحيح.

وقال: وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد الأنصاري وقد تكلم بعض أهل الحديث في سعد بن سعيد من قبل حفظه انتهى.

## قلت: لكنه لم يتفرد به، بل تابعه صفوان بن سليم - وهو ثقة - عند أبي داود (2433) والدارمي (2/ 21) وإسناده قوي في الشواهد.

ويحيى بن سعيد عند النسائي في الكبرى (2866/5) وإسناده حسن بالشواهد أيضاً.

وقد رواه أيضاً عن سعد الأئمة الأجلاء المتثبتون، الذي ينتقون من حديثه ما صح ووافق فيه حديث الثقات الأثبات، كما هي طريقة أهل الحديث في التحري والتحرز والتحفظ في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولذا

## قال الإمام الطحاوي:

هذا الحديث لم يكن بالقوي في قلوبنا من سعد بن سعيد ورغبة أهل الحديث عنه،

حتى وجدناه قد أخذه عنه من ذكرنا من أهل الجلالة في الرواية والتثبت،

ووجدناه قد حدث به عن عمر بن ثابت وصفوان بن سليم وزيد بن أسلم ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد ربه الأنصاري

انتهى.

## قال العلامة الألباني رحمه الله في الإرواء (4/ 106): فصح الحديث والحمد لله، وزالت شبهة سوء حفظ سعد بن سعيد.

ثم قال: ويزداد الحديث قوة بشواهده وهي كثيرة، انتهى.

## قلت:

فمنها حديث ثوبان - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه مرفوعا به، وزاد: «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» أخرجه ابن ماجة (1715) وأحمد (5/ 280) والنسائي في الكبرى (2860/1) وصححه ابن حبان (928) وابن خزيمة أيضاً (2115) وهو كما قالوا.

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه: رواه البزار (1060) وهو صحيح كما قال المنذري والألباني وغيرهما.

وحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: رواه أحمد والبزار والطبراني وهو صحيح بالشواهد.

انظر الترغيب والترهيب للإمام المنذري كتاب الصوم، ومجمع الزوائد للإمام الهيثمي وغيرهما.

## فالحديث صححه أئمة الحديث وجهابذته كما اتضح لك،

وفي مقدمتهم:

الإمام مسلم وكفاك به جلالة، وقبله الإمام ابن المبارك، وأبو داود والترمذي

والنسائي في الكبرى مع شدة تحريه وتوقيه وتثبته في نقد الرجال

وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي والبغوي في شرح السنة (6/ 331) والمنذري والنووي والهيثمي

وابن حجر والعراقي وشيخ الإسلام ابن تيمية فقد ذكره في الفتاوى (22/ 303) شارحاً له وموجهاً، وكذا تلميذه الإمام ابن القيم كما في زاد المعاد (2/ 81).

## ومن المعاصرين العلامة الألباني وعبد القادر الأناؤوط، والأئمة ابن باز وابن عثيمين والفوزان وكل من علمناه من المشهورين بالعلم والفتيا ممن لا يحصون كثرة.

@@ فلا عبرة بتضعيف غيرهم له، ممن ليس من أهل الصنعة والإتقان والخبرة بالروايات والرواة.

@@ وكذا لا عبرة بقول من لم يصله الحديث أو يعلم بصحته، فمن علم حجة على من لم يعلم كما هو مقرر عند أهل العلم.

@@ وكذا لا يضر رفع الحديث للرسول صلى الله عليه وسلم ورود بعض الروايات الموقوفة على الصحابة، كما هو مقرر في علم أصول الحديث.

@@ أضف إلى ذلك تلقي الأمة كلها هذا الحديث بالقبول والعمل به، جيلاً فجيلاً، من غير إعراض أو نكير.

[][]

ثانياً:

أما قول الإمام مالك في الموطأ: ما رأيت أحداً من أهل العلم يصومها! فإنه لا يرد بمثله هذا الحديث الصحيح، وهذه السنة النبوية الثابتة.

قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم (8/ 56): إذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس، أو أكثرهم أو كلهم لها. انتهى.
وصدق رحمه الله، فإن الحجة في الأحاديث إذا صحت، لا بترك الناس لها، أو الرغبة عنها.

وقال أيضاً - النووي-: وقولهم قد يظن وجوبها، ينتقض بصوم عرفة وعاشوراء، وغيرهما من الصوم المندوب ، انتهى.

وقال الإمام أبو العباس القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص الإمام مسلم (3/ 237): ويظهر من كلام الإمام مالك هذا أن الذي كرهه هو وأهل العلم الذي أشار إليهم، إنما هو أن توصل تلك الأيام الستة بيوم الفطر، لئلا يظن أهل الجهالة والجفاء أنها بقية من صوم رمضان، وأما إذا باعد بينها وبين يوم الفطر فيبعد ذلك التوهم، وينقطع ذلك التخييل.

ثم قال: فأما صومها متباعدة عن يوم الفطر بحيث يؤمن ذلك المتوقع، فلا يكرهه مالك ولا غيره، وقد روى مطرِّف عن مالك: أنه كان يصومها في خاصة نفسه. وقال مطرف: وإنما كره صيامها لئلا يلحق أهل الجهالة ذلك برمضان، فأما من رغب في ذلك لما جاء فيه - أي الحديث - فلم ينه، انتهى.

ونقل ابن القيم كما في تهذيب السنن عن ابن عبد البر قوله: لم يبلغ مالكاً حديث أبي أيوب على أنه حديث مدني، والإحاطة بعلم الخاصة لا سبيل إليه. والذي كرهه مالك قد بينه وأوضحه خشية أن يضاف إلى فرض رمضان، وأن يسبق ذلك إلى العامة، وكان متحفظاً كثير الاحتياط للدين...

[][]

ثالثاً:

من المعلوم لدى الباحثين المحققين أن قول المحدثين: في سند الحديث ضعف أو مقال، لا يعني ضعف الحديث. لأن الحديث قد يكون له عدة أسانيد يصح بها، أي: يروى من وجوه أخر. ففرق بين قولهم: حديث ضعيف، وبين قولهم: في إسناد هذا الحديث رجل ضعيف أو مقال.

فكون بعض المحدثين قال: إن في السند: سعد بن سعيد وهو سيء الحفظ، لا يعني ضعف الحديث.

[][]

رابعاً:

أما تضعيف ابن دحية للحديث فقد رد عليه الحافظ العلائي في رسالة على حدة باسم «رفع الإشكال». وهي مطبوعة فلتراجع.

[][]

خامساً:

إن هذا القول يفتح باب التشكيك والطعن بأحاديث الصحيحين، وهما مما اتفقت الأمة على قبول ما فيهما والعمل بهما.

فمراعاة للمصالح العامة للأمة لا ينبغي على الأقل إشهاره في كل ناد مع شذوذه وضعفه وقلة القائلين به.


[][]

سادساً: أما القول بأنه يمكن صيام هذه الأيام الستة في أي من شهور السنة، فهذا مردود لمخالفته لنص الحديث الصحيح المقيد لصيامها في شهر شوال المعروف عند العرب.

[][]

سابعاً:

وأما عدم إخراج البخاري له، فلا يدل على ضعفه، كما هو معلوم لدى المحدثين، فإن البخاري رحمه الله لم يقصد استيعاب جميع الحديث الصحيح، وإنما قصد جمع كتاب مسند مختصر صحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه.

كما قال هو رحمه الله عن نفسه: كنا عند إسحاق بن راهويه فقال: لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح.
وعن إبراهيم بن معقل النسفي قال: سمعت البخاري يقول: ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحيح حتى لا يطول. انظر هدي الساري (ص 7) للحافظ ابن حجر.
هذا ما تيسر كتابته على عجالة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويهدينا جميعاً سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه،

وكتبه/

محمد الحمود النجدي

ثنين, 04/شوال/1428 , 15/اكتوبر/2007


http://www.al-athary.net/index.php?option=com_content&task=view&id=136&Itemid=11