الاثنين، 15 أكتوبر 2007

الشيخ حاي بن سالم الحاي صحة يؤكد صحة حديث صيام الستة من شوال

صحة حديث صيام الستة من شوال ل حاي بن سالم الحاي

نشرت بتاريخ : 07 - 11 - 2006 نقلا عن : جريدة الوطن

الشيخ حاي الحاي ينضم لمعارضي تضعيف حديث صيام الستة من شوال:
انضم الشيخ حاي بن سالم الحاي إلى القائلين بصحة حديث صيام الستة من شوال رافضاً تضعيف هذا الحديث كما كان من الشيخ عدنان عبد القادر الذي أكد ضعف الحديث.وأورد الشيخ الحاي أحاديث تقع في رسالتين جمعهما في بحث سبق نشره من قبل حول صيام الستة من شوال مشيراً إلى سابق طعن بعض أهل العلم بصحة هذا الحديث وهو ما دعاه للرد بذلك البحث.وقال الشيخ الحاي أن هذا البحث إنما هو في الأصل رسالتان لإمامين جليلين حافظين الأولى للحافظ ابي سعيد صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي الشافعي ت 761 وهي حديثية سماها: (رفع الإشكال عن صيام الست من شوال) وأورد للحديث شواهد ومتابعات.والرسالة الثانية فقهية لشيخ الفقه المحدث قاسم بن قطلويغا الحنفي ت 879 وسماها (تحرير الأقول في صوم الست من شوال) أورد فيها أقوال الحنفية في استحباب صيام الست. ولقد زدت بحمد الله تعالى زيادات على الرسالتين.##

وقد طعن بعض أهل العلم بحديث صيام الست

والحق أنه حديث صحيح رواه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر» هو حديث صحيح لطرقه الكثيرة كما ستأتي إن شاء الله تعالى.
##
1. رواية الإمام مسلم: (رقم 1164) في الصحيح وفي الإسناد سعد بن سعيد بن قيس.
قال الحافظ في التقريب: صدوق سيئ الحفظ 387/1، وقال في هدي الساري 457/3 وثقه العجلي وغيره وضعفه أحمد وغيره، وقال الترمذي: تكلموا فيه من قبل حفظه.وقال ابن عدي: لا أرى به بأسا وله موضع واحد في البخاري في باب الزكاة أ.هـ.
وقال الذهبي: حسن الحديث.
المغني 351/1 ترتيب ثقات العجلي، 180 مختصر الكامل للمقريزي 10/1 قال النسائي مدني ليس بالقوي. الضعفاء والمتروكون .383وذهب الحافظ أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار (117/2) إلى تقوية حديث سعد بن سعيد بطرقه المتعددة التي ساقها فقال رحمه الله تعالى: فكان هذا الحديث مما لم يكن بالقوي في قلوبنا من سعد بن سعيد مثله في الرواية عند أهل الحديث، ومن رغبتهم عنه حتى وجدناه قد أخذه عنه من قد ذكرنا أخذه إياه عنه من أهل الجلالة من الروايةوالتثبت فيما قد ذكرنا حديثه لذلك.
##

قلت: هذا كلام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى والحق أن فيه إنصافا وتحريا للدقة.##

قلت: ولا بد للباحث أو طالب العلم أن يتبع طرق الحديث وشواهده ومتابعاته قبل أن يحكم على حديث ما بالضعف وإليك هذا الكلام للحافظ ابن الصلاح رحمه الله تعالى.
قال ابن الصلاح «المقدمة ص 36 ـ 37».لعل الباحث الفهم يقول إذا نجد أحاديث محكوما بضعفها مع كونها قد رويت بأسانيد كثيرة من وجوه عديدة مثل حديث (الأذنان من الرأس) ونحوه فهلا جعلتم ذلك وامثاله من نوع الحسن لأن بعض ذلك يعضد بعضا كما قلتم في الحسن علامات سبق آنفا.وجواب ذلك أنه ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه بل ذلك يتفاوت فمنه صنف يزيله ذلك بأن يكون ضعفه ناشئا من ضعف حفظ راوية، مع كونه من أهل الصدق والديانة، فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه آخر عرفنا أنه مما قد حفظه ولم يختل فيه ضبطه.وكذلك إذا كان ضعفه من حيث الإرسال زال بنحو ذلك كما في المرسل الذي يرسله أمام حافظ إذ فيه ضعف قليل يزول بروايته من وجه آخر.ومن ذلك ضعف لا يزول بنحو ذلك لقوة الضعف وتقاعد هذا الجابر عن جبره رد ذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهما بالكذب أو كون الحديث شاذا وهذه جملة تفاصيلها تدرك بالمباشرة والبحث فاعم ذلك فانه من النفائس العزيزة.##

أقول: أي والله إنه لمن النفائس العزيزة التي يغفل عنها كثير من المشتغلين بهذا العلم.
##

قال الشيخ احمد شاكر رحمه الله تعالى في الباعث ص 42: وبذلك يتبين خطأ كثير من العلماء والمتأخرين في إطلاقهم أن الحديث الضعيف إذا جاء من طرق متعددة ضعيفة ارتقى إلى درجة الحسن أو الصحيح، فإنه إذا كان ضعف الحديث:لضعف الراوي أو اتهامه بالكذب ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع ازداد ضعفا لأن تفرد المتهمين بالكذب أو المجروحين في عدالتهم بحيث لا يرونه غيرهم يوضع الثقة بحديثهم ويؤيد ضعف روايتهم، وهذا واضح.##

وما أجمل كلام شيخنا الألباني رحمه الله تعالى

وهي نصيحة ذهبية (ألبانية) في وجوب تتبع طرق الحديث.
قال رحمه الله تعالى (الصحيحة

15/1): من الواجب على مريد التحقيق في الحديث تتبع طرق الحديث والمتابعات من مصادر مختلفة خشية أن يضعف الحديث ببسبب عدم اطلاعه على الطريق القوية» ا هـ.قلت: ومن هذا النوع حديث صيام الست من شوال، فإن له طرقا وشواهد.وقد تكلم الحافظ أبو عمرو بن الصلاح كلاما قويا وهو يرد على من يضعف أحاديث دون النظر إلى المتابعات والشواهد قال ابن الصلاح رحمه الله علوم الحديث ص 84: واعلم أنه قد يدخل في باب المتابعات والاستشهاد رواية من لا يحتج بحديثه بل يكون معدودا في الضعفاء وفي كتابي البخاري ومسلم جماعة من الضعفاء، ذكراهم في المتابعات والشواهد، وليس كل ضعيف يصلح لذلك ولهذا يقول الدارقطني وغيره في الضعفاء: فلان يعتبر به.والحديث رواه الإمام البغوي الحسين بن مسعود (436 ـ 516) في كتابه «شرح السنة» 331/6 (0871).رواه من طريق سعد بن سعيد أخبرني عمر بن ثابت الأنصاري قال: سمعت أبا أيوب الأنصاري قال: سيمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صام...قال البغوي هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن يحيى بن أيوب عن إسماعيل بن جعفر عن سعد بن سعيد بن قيس.وقد استحب قوم صيام ستة أيام من شوال، قال ابن المبارك:هو مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر واختار لي أن يصوم من أول شهر فان صام ستة من شوال متفرقة فجائز وحكى مالك الكراهية عن أهل العلم وقال: كانوا يخافون بدعته وان يلحق برمضان أهل الجهالة ما ليس فيه.## قال شيخنا حافظ الوقت أبو عبد الرحمن الألباني رحمه الله تعالى في إرواء الغليل 106/4 /107 رقم (059) عن حديث أبي ايوب رضي الله عنه.
صحيح: رواه مسلم (169/3) وأبو داود (3343) وكذا الترمذي (146/1) والدارمي (12/2) وابن ماجة (1716) وابن أبي شيبة والطحاوي في مشكل الآثار (117/3 ـ 119). والبيهقي (292/4) والطيالسي (رقم 594) وأحمد (417/5 و419) من طرق كثيرة عن سعد بن سعيد...ثم تكلم عن سعد بن سعيد: صدوق سيء الحفظ، فقال رحمه الله: ويزداد الحديث قوة بشواهده وهي كثيرة، فمنها عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن ماجه وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه كما في الترغيب 75/2 وإسنادهم جميعا صحيح.وراجع بقية الشواهد في «الترغيب» و«مجمع الزوائد» إن شئت ا هـ.##

فإن قيل:

إن الحديث مداره على عمر بن ثابت الأنصاري، ولم يروه عن أبي أيوب غيره، فكان شاذا لا متابع له فلا يحتج به.
الجواب:

عند الحافظ أبي حاتم بن حيان رحمه الله تعالى: «الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان (258/5) (2627) قال: ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عمر بن ثابت عن أبي أيوب.
##

وساق أبو حاتم رحمه الله حديث ثوبان رضي الله عنه وهو من طريق هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث الناصري عن أبي أسماء الرحبني عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان وستا من شوال فقد صام السنة».##

قال الحافظ صلاح الدين العلائي «ص 61 - رفع الإشكال» فقد تبين ولله الحمد أن حديث أبي أيوب رضي الله عنه في صيام الأيام الستة من شوال صحيح محتج به لا مطعن لأحد فيه والله تعالى أعلم.ورواه ابن ماجه: رقم 1751 من طريق هشام بن عمار عشا بقية عن صدقة بن خالد عن يحيى بن الحارث، «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها » .وعند الضياء المقدسي في المختارة الأحادية المختارة من ليس في الصحيحين من طريق أبي بكر بن مسلم عن ثور بن يزيد عن يحيى الحارث به.وبهذه الطريق: خرجه البزار في مسنده ، انظر مسند الشاميين 485/378/.11وأخرجه النسائي من حديث يحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب وكلاهما عن يحيى بن الحارث الذماري.ولفظة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام رمضان وستة أيام بعده».أخرجه النسائي في السنن الكبرى (3860/163ـ162/2). وأخرجه ابن خزيمة (2115/398/3) في صحيحه والصحاوي في مشكل الآثار (119/3) والدرامس (447/1) رقم 174 والبيهقي في فضائل الأوقات (161) وأخرجه عبد بن حميد (رقم 1114) (183ـ182/2).وأخرجه أحمد من طريق أبي اليمان الحكيم بن نافع عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن الحارث به.ويحيى بن الحارث الدماري قارئ أهل الشام تباعي وثقة يحيى بن معين أو حاتم أو دواود وحديم ويعقوب بن سفيان وابن حبان وسمع وأثلة بن الأسقع ولم يضفعه أحد.##

تصحيح الإمام الحافظ ابن أبي حاتم لحديث صيام الست
2ـ طريق آخروله طريق آخر من حديث شداد بن أوسي الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكره الإمام الحفاظ أبو عبدالرحمن بن أبي حاتم الرزي رحمهما الله تعالى في كتابه.(العدل 353/252/1).سمعت أبي وذكر حديثا رواه سويد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث الضنماني عن أبي أسماء عن وثيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « فمن صام رمضان واتبعه بستة من شوال»

قال أبي: هذا وهم من وسيد قد سمع يحيى بن الحارث هذا الحديث من أبي أسماء إنما أراد سويد ما حدثنا سفوان بن صالح قال ثنا مروان الطاري عن يحيى بن حمزة عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث الصناني عن دشاد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من صام رمضان أتبعه بست من شوال...»فهذا أوب حاتم الرازي قد ذكره بسند متصل رواته عن رواهة ثمات، وليس فيهم مجروح ولم أجده في غير الكتاب.1. أبو الأشعث الصناعني اسمه شراحيل بن أدج أبو الأشعث ثقة من الثانية شهد فتح دمشق كما في التقرب 2761 احتج به مسلم.2. ومروان الطاري هو ابن محمد الأسدي ثقة احتج به مسلم التقريب (6573)3. صفون بن صالح الثقفي الدمشقي قال أبو داود: هو حجة. وفي التقريب ثقة يدلس تدليس تسوية (2934) وذكره ابن حبان في الثقات (822ـ321ـ8).ثم قال ابن أبي حاتم رحمهما الله تعالى: سئل أبي عن حديث رواه مروان الطاري عن بحيى بن حمزة وذكر هذا الحديث حديث شداد بن اوس قال: فسمعت أبي يقول: الناس شداد بن أوس قال: فسمعت أبي يقول: الناس يروون عن يحيى بن الحارث عن أسامة عن ثويان عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت لابي:أيهما الصحيح؟ قال: جميعا صحيحين (والصواب صحيحان).فهذا أبو حاتم الرازي أحد الائمة الكبار من أصحاب الجرح والتعديل والمطلعين علي صحيح الأخبار وسقيمها قد صحح الحديثين: حديث ثوبان وحديث شداد بن أوس، والله أعلم.##

طريق آخر:

وله طريق آخر يقويه: وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من صام رمضان وستا من شوال فقد صام السنة».قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها، فثلاثين بثلاثمائة وسنة بسنتين فقد صام السنة ».

أخرجه أبو نعيم الحافظ في مجلس من أماليه من حديث رواد بن الجراح عن أبي النعمان الأنصاري واسمه عبدالرحمن بن النعمان عن ليث به.ثم قال أبو نعيم عقبه: وراه عمرو دينار عن عبدالرحمن بن أبي هريرة عن أبيه ورواه إسماعيل بن رافع بن أبي صالح أن أبي هريرة.وقال الهيثمي في المجمع (13/3) وله طرق رجال بعضها رجال الصحيح.وهذه الطرق كلها ضعيفة إلا أن طريق بث بن أبي سليم أمثلها فإن رواد بن الجراح قال فيه أحمد ويحيى بن معين لا بأس به في رواية عن يحيى أيضا ثقة مأمون.وقال أبو حاتم: تغير حفظه في آخر عمره وكام محلة الصدق، وذكره ابن حبان وكتاب الثقات وقال: يخطى ويخالف وقد نعفة البخاري والنسائي والدار قطني ويقعوب الفسوي فهذه الطريق على ما فيها من الضعف تصلح للشواهد والمتابعات كم أتقدم في اين لهيعة من القول بل هذه الطرد أصلح منها.وكذلك حديث جابر بن عبدالله: عن النبي صلى الله عليه وسلم فأخرجه الإمام أحمد في المسند (308/3 و 324 و 344).والحارث بن أبي أسامة (بغثة الباعث عن روائد مسند الحارث للحافظ نور الدين بن سليمان الهيثمي) (334/420/1) (طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة).وإسناده ضعيف بن أبي أيوب عن عرو بن حجابر عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان وستا ومن شوال فكأنما صام السنة كلها».إسناده ضعيف.فيه عمرو بن جابر الحضرمي أو زرعة المصري ضعيف (التقريب 996) قال النسائي: ليس بثقة.ورواه البزار (كشف الأستار 496/1 وفيه عمر بن جابر.ورواه الطيراني كما في (مجمع الحرين )135/2) وفيه عمرو بن جابر.ورواه عن هذه الطريق عبد بن حمد في مسنده (رقم 114) 182/1 - .183والحديث رواه كذلك الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه فضائل الأوقات ص325 و326 (رقم 160) و(161).(160) رواه من طريق سعد بن سعيد الأنصاري أخبرني عمر بن ثابت وقد تقدم الكلام حوله.(161) والثاني حديث ثوبان وقد تقدم وإسناده صحيح. ورجاله كلهم ثقات ورواه ابن خزيمة في صحيحه (رقم 2115) (298/2).وكذلك احتج بالحديث الحافظ ابن عبد البر حافظ المغرب رحمه الله تعالى كما في كتابه المعطار الاستذكار 257/10 رقم (14775) و(14776) و(14781) (14778).

##

قال ابو عمر بن عبدالبر: (258/10): انفرد بهذا الحديث عمر بن ثابت الأنصاري وهو من ثقات أهل المدينة.(14779) قال أبو حاتم الرازي: عمر بن ثابت الأنصاري سمع أبا أيوب الأنصاري روى عنه الزهري، وصفوان بن سليم وصالح بن كيسان، ومالك بن أنس، وسعد وعبد ربه ابنا سعيد الجرح والتعديل (110/1/3).(14780) قال أبو عمر: وحديث ثوبان يعضد حديث عمر بن ثابت هذا.(14781) وساق إسناده عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جعل الله الحسنة بعشر فشهر رمضان بعشرة أشهر، وستة أيام بعد الفطر تمام السنة.وأخرجه الدارمي رقم (1796) (1101/2) كتاب الصيام، باب في صيام الستة من شوال. وابن ماجة في الصيام رقم (1715)، باب صيام ستة أيام من شوال.قلت: وحديث ثوبان رواه ابن حبان في صحيحه (928)، بلفظ: من صام رمضان وستة من شوال فقد صام السنة.وقال عنه شيخنا رحمه الله تعالى، كما في صحيح ابن ماجة (392/1 - 392) رقم (928) صحيح.وكذلك الحافظ أبو إسحاق الشاطبي: قد قوى الحديث في الموافقات 199/3 حيث ذكر أن الإمام مالك: نهى عن صيام ستة من شوال مع ثبوت الحديث فيه تعويل على أصل سد الذرائع.##

وقال الشاطبي في الموافقات 106/4: (مع أن الترغيب في صيامها ثابت صحيح).
وحديث صيام الستة أيام أورده الحافظ أبو الفضل بن حجر رحمه الله تعالى في بلوغ المرام من ادلة الاحكام رقم 665 ص 191 محتجا بصحته، وقال: رواه مسلم.وكذلك صحح الحديث الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لمسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى (206/22) رقم (14302) ورقم (14302) (207/22) ورقم (14710) 59/23 من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه.وصححه الشيخ حسين سليم، أسد الداراني في تحقيقه لمسند الدارمي 1101/2 (رقم 1795). ومن حديث ثوبان رضي الله عنه (رقم 1796) (1101/2).وفي تحقيقه لـ «صحيح ابن حبان» رقم (2634). ومسند الحميدي رقم (385، 386) و(5177) مجمع الزوائد من حديث أبي يعقوب الأنصاري رضي الله عنه وكذلك لتحقيقه ابن حبان (موارد الظمآن) رقم (928) وصحيح ابن حبان (رقم 3625).وقد وقعت بحمد الله تعالى على كتاب للعلامة الفقيه المحدث أبي العدل قاسم بن قطاوينا (802 - 849) الجمالي واسم الكتاب (تحرير الأقوال في صوم الست من شوال).وحرر الأقوال أحسن تحرير وقوى حديث الست ورد على من ضعفه وبين أقوال الفقهاء في حكم صيام الست.جاء في بيان سبب التأليف: وبعد لما شاع في القاهرة المحروسة ذكر صوم الستة من شوال أنه مكروه فطلب ذلك العدل الرضا المحصل أبو عبدالله بن طيبغا الحنفي، عامله الله بلطفه الخفي من كتب السادة الحنفية: مقالة الجلال التباني في حكم صيام ستة الأيام من شوال فوجد مقالة الشيخ الإمام العالم الحلال التباني الحنفي في منظومته:وفي صيام الست من شوالكراهة عند أولى الأفضال##

ثم قال العلامة بن قطلوبغا: هذا رجل قد عمد إلى تعطيل ما فيه الثواب الجزيل بدعوى كاذبة بلا دليل، واعتمد الضعيف والمؤول وتدل ما عليه المعول وصحح ما لم يسبق إلى تصحيحه ولا عول أحد عليه مع النقل المختل والالفاظ الزائدة وذكر ما ليس في هذا المحل فائدة.ثم بين ابن قطلوبغا أن مذهب الحنفية هو صيام ست الأيام وأن ادعاء كراهة صوم الست من شوال مخالف لنصوص فقهاء الحنفية.قال: وأما أنه ترك ما عليه المعول فأسوقه لك من عهد أبي حنيفة وإلى زمان مشايخنا فرد: بعد قرن فنقول:1. انه هو قول محمد.2. ونقول في الغاية عن الحسن بن زياد أنه كان لا يرى بصومها بأساً ويقول: كفى بيوم الفطر مفرقاً بينهن وبين رمضان ومحمد بن زياد من أصحاب أبي حنيفة.3. وذكر الطحاوي حديث: من صام رمضان من طرق وافرة.4. وقال أبو الليث السمرقندي في كتاب «النوازل»: صوم الست بعد الفطر متتابعاً منهم من كرهه، والمختار أنه لا بأس به لأن الكراهة إنما كانت لأنه لا يؤمن من أن يعد ذلك من رمضان فيكون تشبهاً بالنصارى، والآن قد زال هذا المعنى وكانت وفاته سنة (373).5. وقال الحسام الشهيد في الواقعات:صوم الست من شوال متتابعة بعد الفطر كرهه بعضهم والمختار أنه لا بأس به ووفاته سنة (536 هـ).وقال أبو حفص عمر النسفي: بعد صوم رمضان إتباع بستة من شوال عند مالك يكره عندنا كما يكره فعدّه مذهبا نصب فيه الخلاف.قول الإمام مالك: وأما ما قيل في ذلك عن الإمام مالك رحمه الله:ففي الموطأ من رواية يحيى بن يحيى وغيره قال: سمعت مالكاً يقول في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان أنه لم ير أحدا من أهل العلم والفقه يصومها ولم يبلغني عن أحد من السلف وأن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك رخصة عند أهل العلم ورآهم يعملون ذلك. ا هـ..قال حافط المغرب أبو عمر بن عبد البر لامساً العذر للإمام مالك رحمه الله (الاستذكار):انفرد بهذا الحديث عمر بن ثابت وهو من ثقات أهل المدينة يعني حديث أبي أيوب ثم قال: وحديث ثويان يعضد هذا وساقه من رواية النسائي ثم قال:لم يبلغ مالكاً رحمه الله حديث أبي ايوب على أنه حديث مدني، والإحاطة يعلم الخاصة لا سبيل اليه والذي كره له مالك أمر قد بينه وأوضحه وذلك خشية أن يضاف إلى فرض رمضان وأن يسبق ذلك إلى العامة وكان رحمه الله متحفظاً كثيرا الاحتياط للدين.وأما صيام الستة أيام من شوال على طلب الفضل وعلى التأويل الذي جاء به حديث ثويان رضي الله عنه فإن مالكاً رحمه الله لا يكره ذلك إن شاء الله تعالى، لأن الصوم جنة وفضله معلوم يذر الصائم طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى، وهو عمل بر وخير وقد قال الله تعالى: { وافعلوا الخير لعلكم تفلحون } [الحج:77].ومالك رحمه الله لا يجهل شيئاً من هذا ولم يكره ذلك إلا ما خافه على أهل الجهالة والجفاء إذا استمر ذلك وخشي أن يعد من فرائض الصيام مضافا إلى رمضان.وما أظن مالكاً رحمه الله جهل الحديث والله أعلم لأنه حديث مدني انفرد به عمر بن ثاتب وما أظن عمر بن ثابت لم يكن عنده من يعتمد عليه، وقد ترك مالك الاحتجاج ببعض ما رواه عمر بن ثابت وقيل: إنه روى عنه ولولا علمه به ما أنكر بعض شيوخه إذا لم يثق في حفظه لبعض ما يرويه وقد يمكن أن يكون جهل الحديث ولو علمه لقال به. والله اعلم.هذا كله كلام الإمام الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى وكله إنصاف وقد قوى حديث صيام الست وهو حديث عمر بن ثابت الأنصاري الخزوجي المدني وهو ثقة كما في التقريب (4870).وقال القاضي عياض بن موسى البحصبي المالكي في شرح مسلم عند شرحه لحديث أبي أيوب رضي الله عنه: ( أخذ بهذا الحديث جماعة من العلماء وروى عن مالك وغيره كراهية ذلك لما ذكر في الموطأ).قال شيوخنا: ولعل مالكاً إنما كره صومها على هذا وأن يعتقد من يصوم أنه فرض، وأما على الوجه الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم فجائز، والله أعلم.##

وقال القرطبي رحمه الله تعالى: شرح مسلم: وقد أخذ بظاهر هذا الحديث جماعة من العلماء فصاموا هذه الست أيام أثر يوم الفطر: منهم الشافعي وأحمد بن حنبل، وكره مالك وغيره ذلك.ثم ذكر القرطبي رحمه الله تعالى كلام مالك الذي تقدم لئلا يظن أهل الجهالة والجفاء أنها بقية من صوم رمضان وأما إذا باعد بينها وبين يوم الفطر فيبعد ذلك التوهم وينقطع ذلك التخيل.##

وقال الشيخ أبو حامد الاسفرائيني، رحمه الله تعالى دافعاً هذا التوهم والتخيل:أن الزيادة في الصوم إنما يصير غير وارد لو لم يفصل بينها وبين شهر رمضان بشرط فأما اذا كان يفصل بينها لا محالة بيوم الفطر فإنه لا يؤدي إلى ذلك.وقال الحافظ الترمدي في سنته (133ـ132/3)، بعد أن أورد حديث أبي أيوب رضي الله عنه: وقد استحب قوم صيام ستة ايام من شوال لهذا الحديث وقال ابن المبارك: هو حسن مثل صوم ثلاثة أيام من كل شهر.ومذهب الحنابلة هو استحباب صوم الست، وفي المغني 438/4 مسألة رقم (522).##

قال الخرقي رحمه الله (522) مسألة: ومن صام شهر رمضان وابتعه بست من شوال وإن فرقها فكأنما صام الدهر.قال ابن قدامة رحمه الله: وجه ذلك أن صوم ستة أيام من شوال مستحب عند كثير من أهل العلم. روى ذلك عن كعب الأحبار والشعبي وميمون بن مهران وبه قال الشافعي وكرهه مالك، وقال: ما رأيت أحدا من أهل الفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته وأن يلحق برمضان ما ليس له قال ابن قدامة مرجحاً:ولنا ما روى أبو أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان وأتبعه ستة من شوال فكأنما صام الدهر، رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.وقال أحمد: هو من ثلاثة اوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أورد رحمه الله تعالى الحديث الصحيح.##

الخلاصة:
والحق أن حديث صيام الست من شوال حديث صحيح ليطرقه الكثيرة كما قدمت عند الترمذي وابن ماجه والدارمي وأبي داود وغيرهم والمتابعة عند الطحاوي في مشكل الاثار وعند أبي داود رقم 3433 من تابعة صفوان بن سليم وهذه المتابعة عن الدارمي كما تقدمت وشاهد آخر عند أحمد 280/5 والدارمي 21/2 وابن ماجه 1715 الطحاوي 119/2 والله أعلم سبحانه وتعالى.تاريخ النشر: الأربعاء 1/11/2006

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2007

ليست هناك تعليقات: